1377995
1377995
العرب والعالم

تقرير: سكان المكسيك الأصليون يقترعون لأنفسهم ويتجاهلون الانتخابات العامة

30 يونيو 2018
30 يونيو 2018

شيران (المكسيك) - (أ ف ب) - في وقت يستعد المكسيكيون للإدلاء بأصواتهم شرع سكان قرية ناهواتزين الأصليون في جبال المكسيك الغربية بإشعال النيران لإغلاق الشارع ومنع السلطات المعنية بتنظيم الانتخابات من دخول منطقتهم.وتكررت مشاهد متشابهة في ولايات عدة للتعبير عن رفض نظام يشير السكان الأصليون في المكسيك إلى أنه لن يثمر عن شيء سوى اختيار وجوه جديدة من السياسيين الفاسدين الذين سينهبون مجتمعاتهم.

ويحتسي سكان ناهواتزين من عرقية «بوريبيتشا» القهوة وهم يجلسون أمام النيران التي أشعلوها لصد أي محاولة من المعهد الوطني للانتخابات لإقامة مركز اقتراع في القرية.

وقال رجل يحرس القرية ليلا «نحن مستعدون لهم في حال أتوا»، وذلك بعدما أعلنت حكومة ولاية ميتشواكان أنها ستطلق عملية للجيش والشرطة لضمان اجراء الانتخابات في كافة أنحاء البلاد ملوحة باستخدام القوة في حال لزم الأمر.

وأغلق آلاف من السكان الأصليين الطرق السريعة وتظاهروا ضد الانتخابات خلال الأسابيع الأخيرة معبرين عن غضبهم جراء الفساد وعنف عصابات المخدرات وسلب أراضي أجدادهم.واستلهموا حراكهم من قرية شيران التي تسكنها عرقية بوريبيتشا في ولاية ميتشواكان والتي دخلت التاريخ عبر رفع دعوى قضائية بشأن حقها في إلغاء الانتخابات وتأسيس نظام حكم خاص بها وحتى قوة شرطة خاصة بها.ورفعوا قضيتهم إلى المحكمة العليا وكسبوا القضية في عام 2011 ليقيموا بذلك دولة صغيرة للغاية داخل الدولة.

وبدلا من حاكم ومجلس بلدية، بات لدى شيران جمعية عامة تضم المجتمع برمته و12 ممثلا يشكلون ما أطلق عليه «المجلس المحلي الأعظم» حيث يتم اختيارهم دون حملات أو أحزاب أو صناديق اقتراع.وبدلا من ذلك كله، احتشد سكان شيران البالغ عددهم 5000 نسمة في باحات إحدى مدارس القرية الشهر الماضي لانتخاب «العظماء» الـ12.

وعلى غرار الأجداد، رفعت نساء يرتدين شالات «ريبوزو» التقليدية ورجال بصنادل «واراتشي» التقليدية أيديهم للإدلاء بأصواتهم لاختيار زعمائهم.

وهتفت امرأة كانت تحاول تنظيم المراسم التي عمتها الفوضى في إطار ثالث عملية اقتراع من هذا النوع في القرية «لا للعبودية! نعم للنصر!».ورفع سكان شيران الدعوى القضائية بعدما فاز الحزب الحاكم في المكسيك حاليا وهو «الحزب الثوري المؤسساتي» الذي يعاني من فساد مزمن في انتخابات عام 2008 ليحكم البلدية التي تقع فيها القرية.

وكما يحصل على الدوام في المكسيك، تحرك رئيس البلدية الجديد روبيرتو باوتيستا لملء مقاعد مجلسه بشخصيات مقربة منه وإبرام صفقة مع المافيا المحلية المكونة من حطابين غير شرعيين مسلحين برشاشات يزرعون الرعب في شيران.

واستذكرت المدرسة المتقاعدة ايرما كامبوس «كانت هناك عمليات تبادل يومي لإطلاق النار وفي وسط الشارع».

وكانت النساء أول من تحرك. فلدى شعورهن بالإهانة اثر تدمير الغابة، أطلقوا حركة احتجاجية دفعت القرية بالنهاية إلى طرد جميع الساسة وتفكيك الشرطة الفاسدة وإطلاق قوة شرطة محلية جديدة وإعادة تشجير أكثر من 8000 هكتار من الأراضي التي تعرضت للنهب.